|
|
صفحة: 17
الابتعاد عن النشاط السياسي المرتبط بمنظمات قومية بما فيها الحزب الشيوعي ، بل والامتناع عن قراءة مطبوعات الحزب أو الكتابة بها . في أجواء من الخوف والهزيمة ، التي اتسعت مع ثقافة التعاون ـ أي تعاون مواطنين عرب مع الجيش و”الشاباك” ـ فإن غالبية المثقفين العرب لم يجرؤوا على استظهار استماعهم إلى برامج إذاعية بثت من الدول العربية ، أو أنهم يقرأون ” الاتحاد ، ” فكم بالحري كونهم نشطاء في إطار الحزب ( كوهن ، . ( 2006 الكثير من الفلسطينيين حتى ذلك الحين اعتقدوا أن بقاءهم في بيوتهم وقراهم هو مسألة وقت وأن مصيرهم ، بشكل لا يمكن منعه ، سيكون مماثلا لمصير أشقائهم الذين أبعدوا واضطروا لإيجاد ملجأ في مواقع نائية . عكست مقابلات ، أجريت مع لاجئين ، الشعور بالخوف ، وغياب الثقة التام الذي ميز شعور الفلسطينيين بشكل عام ، والجمهور الفلسطيني الذي بقي في إسرائيل بوجه خاص في بداية سنوات الخمسين ( Al- Asmar ، 1975 ؛ Jiryis ، 1979 ؛ Kahwaji ، . ( 1972 الخوف من إمكانية التهجير والإبعاد هو سبب صمت غالبية السكان العرب ، وهو صمت لا يعكس بالضرورة تسليما بسياسة الدولة ، وإنما رغبة في ضمان بقائهم بعدما كانوا شهودا لسياسة الترحيل خلال حرب العام 1948 ؛ Lustick ، 1978 ) غانم ، . ( 2004 ومع مرور الوقت طور المثقفون الفلسطينيون في إسرائيل أنماط عمل ومسلكيات مميزة ، . 9 الخوف من الإبعاد ازداد بسبب تصريحات جهات حكومية وحكام عسكريين في مناطق عربية . صحيفة “ عل همشمار 27 ، ” تموز ، 1954 . 10 عبر الكاتب الفلسطيني إميل حبيبي عن المخاوف لدى هؤلاء الفلسطينيين الذين بقوا في رائعته “ المتشائل : ” أنظر : حبيبي ، المتشائل ، . 1974 مشاعر الخوف التي ميزت الفلسطينيين الذين تحولوا إلى مواطني إسرائيل لم تكن من بنات الخيال لأن الحكومات الإسرائيلية درست طرد سكان قرى وبلدات عربية مختلفة من مناطق عربية ، حتى بعد قرار وقف النار مع الدول العربية . ( Masalha ، 2003 )
|
مركز اعلام
|
|