مدخل

صفحة: 11

وكذلك مطالع معارضة النخب العربية لهذه الجهود . في البداية سأمثل للدور الذي لعبته الصحف التي أصدرتها الدولة باللغة العربية ، والتي أشرف عليها يهود شرقيون ذوو خلفية ثقافية عربية . وأستعرض ، لاحقا ، صعود صحيفة “ الاتحاد” كصوت معارض ، ومنبر ممانعة لمفكرين وشخصيات اجتماعية عربية ضد سياسة الإعلام الإسرائيلية ، والتي كانت في جوهرها أدوات سيطرة على المواطنين العرب . من المهم التأكيد هنا أنه كانت تصدر إلى جانب “ الاتحاد” مجلة “ الجديد” الشهرية ( مجلة أدبية ثقافية نقدية ،( ومجلة “ الغد” الدورية ( خصصت للجيل الشاب ،( اللتان أسهمتا بشكل كبير في ترسيخ الحيز العام العربي ، وحماية الثقافة العربية المحلية ، ( أبو صالح ، ،( 2010 إلا أنهما لن يحظيا بالتغطية في مقاربتنا هذه لضيق المجال . تشير المقاربة إذن إلى أن مطالع الممانعة في المجتمع العربي ، للنظام الرمزي والقيمي الذي حاولت الدولة حديثة العهد فرضه ، بدأت في السنوات الأولى لقيام الدولة ، الأمر الذي كان له انعكاساته على هذا النظام القيمي والرمزي للدولة حديثة العهد ، وعلى مكانة وهوية مواطنيها الفلسطينيين . إن الاطلاع على محاضر لجان التحرير في صحيفتي “ اليوم” و ” الأنباء ، ” يتيح لي أن أقترح قراءة نقدية للغاية الأيديولوجية لمؤسسات إعلام حزبية ، وخاصة باللغة العربية ، بما في ذلك التدجين والتحكم بالمجتمع العربي ، بواسطة محاولات : تحديد جدول أعماله العام ، تصميم الوعي الجمعي ، وتطوير هويات ثانوية تتلاءم مع تطلعات الدولة نحو فرق تسد .

السابق:  |  التالي