|
|
صفحة: 6
التعليم ، والتي كانت غايتها الأساسية إنتاج احتكار لتصميم الوعي في المجتمع العربي ، فقد تم إقامة عدد من الصحف باللغة العربية . هذه الصحف التي سيطرت عليها الهستدروت والأحزاب الصهيونية ، ” مباي” و ” مبام ، ” توجهت إلى النخبة العربية المتعلمة ، وسعت إلى أن تكون مصدرا رئيسا للمعلومات والتحليلات في المجتمع العربي ، وهذا لغرض تأطير الوعي العربي من جديد ، بحيث يتيح التطبيع مع إسرائيل كدولة يهودية في المنطقة . أي ، إن الهستدروت والأحزاب الصهيونية الرئيسة ، التي تنتمي للدولة وأهدافها ، أرادت أن يقبل مواطنوها الفلسطينيون قيامها كظاهرة ناجزة دائمة وكجزء من النظام الطبيعي من حولهم . تسعى هذه المقاربة إلى عرض وتحليل نمو جدلية التضاد بين الدولة الإسرائيلية وبين الأقلية العربية الفلسطينية . تتمحور المقاربة على العقود الأولى لقيام دولة إسرائيل ، ومع هذا فستتطرق إلى تطورات حصلت حتى الثمانينيات ولها تبعات حتى يومنا هذا . سأفعل ذلك من خلال توضيح الرابط بين أبعاد أمنية جارية للحكم العسكري ، وبين أبعاد التنظيم الثقافية التي تجسدت في محاولة ضبط الحيز العام العربي الذي بدأ للتو بناء ذاته من جديد بعد النكبة . وادعائي المركزي في هذه المقاربة هو أن الأجهزة الأيديولوجية للدولة ـ مركز الإعلام التابع لمكتب رئيس الوزراء ، مكتب الإعلام الحكومي ووكالة الإعلان الحكومية ـ عملت بالتنسيق مع الحكم العسكري في محاولة لتصميم وعي المجتمع . 2 الحديث هو عن صحيفتين على الأقل ، لكن نفترض أن كان هناك أكثر من صحيفتين صدرت لفترات قصيرة جدا . . 3 عن العلاقة بين الهستدروت والدولة يمكن الاطلاع على محضر جلسة إدارة صحيفة اليوم وفي تمثيل هاتين المؤسستين في اللجان الاستشارية للصحيفة . أرشيف الدولة ، ملف . 5 / 3551
|
مركز اعلام
|
|