|
|
صفحة: 4
هذان البعدان ، المادي والرمزي ، أحدهما الآخر في السعي إلى تحقيق هيمنة يهودية تامة في حيز الدولة . وتشير الأدبيات البحثية في الموضوع ( بيلد ، ؛ 1993 غبيزون وأبو ريا ، ؛ 1999 جمال ، ،( 2004 إلى الأهمية الحاسمة في إضاءة الأثر المشترك لهذين البعدين في هذه السياسة لغرض الوصول إلى صورة أكثر تكاملا لمنظومة العلاقة بين الدولة وبين الأقلية العربية فيها . يجدر بنا التأكيد بداية ، أن خطوط السياسة العامة التي تم تطويرها في العقود الأولى لقيام الدولة بخصوص الأقلية العربية ، حددت أنساق التعامل المستمرة إلى يومنا ، والمتجسدة بتغطية إعلامية سلبية ، وبتدخل جهاز الأمن العام في جهاز التعليم العربي ، وبسياسات تخطيط الحيز المكاني وأنظمة البناء . ( Reiter ، 2009 ) تتمحور الكثير من التوجهات البحثية في الأبعاد المادية ـ المحسوسة لهذه السياسة ، لا سيما سياسة الحكم العسكري ، في مجال الأمن الجاري وسياسة نهب الأرض ( بويمل ، . ( Yiftachel ؛ 2007 ؛ 2006 ؛ على الرغم من أن هذه الأبحاث تتقدم بنا خطوة أخرى نحو فهم منطق الدولة ، فإنها قصرت عن الإشارة إلى ثلاثة أبعاد إضافية أساسية جدا لفهم منظومة العلاقات بين دولة إسرائيل وبين الأقلية العربية داخلها : الأول ، أهمية الدمج بين الأبعاد المادية وبين الأبعاد الثقافية في فهم قوة الدولة الحديثة والسياسة الكولونيالية الداخلية التي تعتمدها ، فكم بالحري في حالة الدولة الاثنية ، التي تسعى إلى هيمنة جيو ـ سياسية واجتماعية . ( Zureik ، 1978 ) البعد الثاني عملي ، ويتصل بطبيعة الوظيفة التي تؤديها الأجهزة الأيديولوجية للدولة في تحقيق الهيمنة الثقافية ، التي تشكل تبريرا للهيمنة السياسية .
|
مركز اعلام
|
|