|
|
ومن قبل التأويلات والظن بأنها ما يجب أن يصرح بها في الشرع للجميع ، نشأت فرق الإسلام حتى كفر بعضهم بعضا ، وبدع بعضهم بعضا وبخاصة الفاسدة منها . فأولت المتعزلة نييات كثيرة وأحاديث كثيرة وصرحوا بتأويلهم للجمهور ، وكذلك فعلت الشعرية ، وان كانت اقل تأوي لا . فأوقعوا الناس من قبل ذلك في شنآن وتباغض وحروب ، ومزقوا الشرع وفرقوا الناس كل التفريق . وزائدا إلى هذا كله أن طرقهم التي سلكوها في اثبات تأويلاتهم ليسوا فيها لا مع الجمهور و لا مع الخواص ، أما مع الجمهور فلكونها أغمض من الطرق المشتركة للأكثر ، واما مع الخواص فلكنوها إذا تؤملت وجدت ناقصة عن شرائط البرهان ، وذلك يقف عليه بأدنى تأمل من عرف شرائط البرهان . بل كثير من الصول التي بنت عليها الشعرية معارفها هي سوفسطائية ، فانها تلاد كثيرا من الضروريات ، مثل ثبوت العراض وتأثير الشياء بعضها في بعض ، ووجود السباب الضرورية للمسببات والصور الجوهرية والوسائط ، ولقد بلغ تعدي نظارهم في هذا المعنى على المسلم ين أن فرقة من الشعرية كفرت من ليس يعرف وجود البارىء سبلاانه بالطرق التي وضعوها لم عرفته في كتبهم ، وهم الكافرون والضالون بالحقيقة . ومن هنا اختلفوا ...
إلى الكتاب
|
مطاح
|
|