|
|
اعلم أن تلقي العلوم للمتعلمي إنا يكون مفيدا إذا كان على التدريج شيئا فشيئا وقليل قليل يلقى عليه أول مسائل من كل باب من الفن هي أصول ذلك الباب . ويقرب له في شرحها على سبيل الجمال ويراعى في ذلك قوة عقله واستعداده لقبول ما يرد عليه حتى ينتهي إلى آخر الفن وعند ذلك يحصل له ملكة في ذلك العلم إل أنها جزئية وضعيفة . وغايتها أنها هيأته لفهم الفن وتصيل مسائله . ثم يرجع به إلى الفن ثانية فيرفعه في التلقي عن تلك الرتبة إلى أعلى منها ويستوفى الشرح والبيان ويخرج عن الجمال ويذكر له ما هنالك من ا ) لف ووجهه إلى أن ينتهي إلى آخر الفن فت-ود ملكته . ثم يرجع به وقد شد فل يترك عويصا ول مهما ول مغلقا إل وضحه وفتح له مقفله فيخلص من الفن وقد استولى على ملكته هذا وجه التعليم الفيد وهو كما رأيت إنا يحصل في ثلثا تكرارات . وقد يحصل للبعض في أقل من ذلك بحسب ما يخلق له ويتيسر عليه وقد شاهدنا كثيرا من العلمي لهذا العهد الذي أدركنا ي-هلون طرق التعليم وإفاداته ويحضرون للمتعلم في أول تعليمه السائل القفلة من العلم ويطالبونه بإحضار ذهنه في حلها ويحسبون ذلك مرانا على التعليم وصوابا فيه ويكلفونه رعي ذلك وتصيله ويخلطون عليه...
إلى الكتاب
|
مطاح
|
|