|
|
حدثنا عيسى بن هشام قال : اتفق لي في عنفوان الشبيبة خلق س-يح ، ورأي صحيح ، فعدلت ميزان عقلي ، وعدلت بي جدي وهزلي ، واتخذت إخوانا للمقة ، وآخرين للنفقة ، وجعلت النهار للناس ، والليل للكاس . قال : واجتمع إلي في بعض ليالي إخوان ا ) لوة ، ذوو العاني ا ( لوة ، فما زلنا نتعاطى نوم القداح ، حتى نفد ما معنا من الراح . قال : واجتمع رأي الندمان ، على فصد الدنان ، فأسلنا نفسها ، وبقيت كالصدف بل در ، أو الصر بل حر . قال : ولـمــا مستنا حالنا تلك دعتنا دواعي الشطارة ، إلى حان ا ) مارة ، والـلـيل أخضر الديباج ، مغتلم المواج ، فلما أخذنا في السبح ، ثوب منادي الصبح ، فخنس شيطان الصبوة ، وتبادرنا إلى الدعوة ، وقمنا وراء المام ، قيام البررة الكرام ، بوقار وسكينة ، وحركات موزونة ، فلكل بضاعة وقت ، ولكل صناعة سمت ، وإمامنا ي-د في خفضه ورفعه ، ويدعونا بإطالته إلى صفعه ، حتى إذا راجع بصيرته ، ورفع بالسلم عقيرته ، تربع في ركن محرابه ، وأقبل بوجهه على أصحابه ، وجعل يطيل إطراقه ، ويدي استنشاقه ، ثم قال : أيها الناس من خلط في سيرته ، وابتلي بقاذورته ، فليسعه دياسه ، دون أن تن-سنا أنفاسه ، إني لجد منذ اليوم ، ريح...
إلى الكتاب
|
|
|