|
|
قد بينا أول هذه الفصول أن النسان من جنس ا ( يوانات ، وأن الله تعالى ميزه عنها بالفكر الذي جعل له ، يوقع به أفعاله على انتظام وهو العقل التمييزي أو يقتنص به العلم بالراء والصلح و الفاسد من أبناء جنسه ، وهو العقل الت-ريبي ، أو يحصل به في تصور الوجودات غائبا وشاهدا ، على ما هي عليه ، وهو العقل النظري ، وهذا الفكر إنا يحصل له بعد كمال ا ( يوانية فيه . ويبدأ من التمييز ، فهو قبل التمييز خلو من العلم بالملة ، معدود من ا ( يوانات ، لحق ببدئه في التكوين ، من النطفة والعلقة والضغة . وما حصل له بعد ذلك فهو با جعل الله له من مدارك ا ( س والفئدة التي هي الفكر . قال تعالى في المتنان علينا : وجعل لكم السمع والبصار والفئدة ، فهو في ا ( الة الولى قبل التمييز هيول فقط . لهله ب-ميع العارف . ثم تستكمل صورته بالع لم الذي يكتسبه بآلته ، فكمل ذاته النسانية في وجودها . وانظر إلى قوله تعالى مبدأ الوحي على نبيه { : إقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق النسان من علق * إقرأ وربك الكرم * الذي علم بالقلم * علم النسان ما لم يعلم . " أي أكسبه من العلم ما لم يكن حاصل له بعد أن كان علقة ومضغة فقد كشفت لنا طبيعته وذاته ما هو ع...
إلى الكتاب
|
مطاح
|
|