|
|
والسبب في ذلك أن تعليم العلم كما قدمناه من جملة الصنائع . وقد كنا قدمنا أن الصنائع إنا تكثر في المصار . وعلى نسبة عمرانها في الكثرة والقلة وا ( ضارة والترف تكون نسبة الصنائع في الودة والكثرة لنه أمر زائد على العاش . فمتى فضلت أعمال أهل العمران عن معاشهم انصرفت إلى ما وراء العاش من التصرف في خاصية النسان وهي العلوم والصنائع . ومن تشوف بفطرته إلى العلم من نشأ في القرى والمصار غير التمدنة فل ي-د فيها التعليم الذي هو صناعي لفقدان الصنائع في أهل البدو . كما قدمناه ول بد له من الرحلة في طلبه إلى المصار الستبحرة شأن الصنائع كلها . واعتبر ما قررناه بحال بغداد وقرطبة والقيروان والبصرة والكوفة لا كثر عمرانها صدر السلم واستوت فيها ا ( ضارة . كيف زخرت فيها بحار العلم وتفننوا في اصطلحات التعليم وأصناف العلوم واستنباط السائل والفنون حتى أربوا على التقدمي وفاتوا التأخرين . ولا تناقص عمرانها وابذعر سكانها انطوى ذلك البساط با عليه جملة ، وفقد العلم بها والتعليم . وانتقل إلى غيرها من أمصار السلم . ونحن لهذا العهد نرى أن العلم والتعليم إنا هو بالقاهرة من بلد مصر لا أن عمرانها مستبحر وحضارتها مستحكمة منذ ...
إلى الكتاب
|
مطاح
|
|