|
|
التقيته في خريف سنة 1962 أمام مكتب تسجيل الطلبة في الجامعة العبرية في القدس . كان شابا أسمر مرفوع الرأس بشموخ العزة ، وفي يده غليون ينفث دخانه في هواء القاعة . كانت تلك لحظة طيبة تعرف فيها كل منا إلى الآخر ودام هذا التعارف حين سرنا معا في خطين متوازيين في الدراسة ، هو في علم النفس التربوي واللغة العبرية ، وأنا في قسم اللغة العربية واللغة الانكليزية وآدابها . ثم سافرنا إلى الولايات المتحدة ، هو إلى وسكنسن وأنا إلى لوس أنجلس ، ثم عدنا لنعمل معا في جامعة حيفا ، كل في مجال تخصصه . لم تنقطع العلاقة بيننا منذ تعارفنا . سكنا معا مدة سنة في مساكن الطلبة في القدس . عملنا معا في جامعة حيفا وكنا معا في الحركة التقدمية ، وذهبنا معا لعرض فكرة إنشاء جامعة عربية في الجليل على لجنة المعارف في الكنيست ، فكرة بنيناها على أساس أكاديمي لمواجهة الصعوبات التي يلاقيها الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية ولتلبية احتياجات المجتمع العربي وتطويره . كانت حينها السيدة أوره نمير رئيسة تلك اللجنة ، وقد أجابتنا بعد أن سمعت ما عرضناه قائلة : " لا نريد بير زيت ثانية " ، لأن جامعة بير زيت الفلسطينية كانت مصدر قلق ومتاع...
إلى الكتاب
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|