|
|
- 1 - كنت أتأمل سـور المدينة حينما داهمني الجندي وصاح : هيـه قـف ، مـا الـذي تفعله هنـا؟ قلـت : مدينتـي وأنا أتأمل سـورها . قـال : مدينتك ، هذا هـراء . دفعني أمامه بوحشـية ، فمشيت مسـافة ثم خاتلته ، وانتضيت سكينا من جيبي غرزته ف رقبته . تفجر الدم من جسـده وسال عـ › الرصيـف ، وانطلقت أعـدو . تعقبتنـي المصفحات ودوريات الجيـش وضيقت ع › الحصـار ، تلفت ف كل ا › تجاهات حائـرا ، ثم طرت مرفرفا ف السـماء . وقلت : يبـدو أنني نجـوت ، لكنهـم نثـروا الشـباك والمصايد . حا › وني ثـم ألقوا القبض عـ › ووضعوني ف قفص بعد أن نتفوا ري . › وزجوا بي ف السجن بين الزعران . - 2 - قال زعران السـجن : ماذا فعلت يا ولـد حتى جاءوا بك إ › هنـا؟ قلـت : كنت أتأمل سـور مدينتي فلـم يعجبهم ا › مـر . قـال الزعران : أنت تكـذب ، لكن حسـنا ، بما أنك قـادم من خارج هـذه الجدران المقيتة ، فهيـا قص علينا حكاية مسـلية . تنحنحت وقلت : يا سـادة يا كرام ، كان ف قديم الزمان سـلطان يسـوم شـعبه العـذاب . زمجر الزعران وقالوا : اترك السياسة جانبا يا ولد ، هذا حديث مللناه . قلت : حسـنا إليكم حكايـة ثانية : مر الجوع ذات يوم بمدينة وقرر ا › ...
إلى الكتاب
|
دار راية للنشر
|
|