|
|
- 1 - كنـت أقـرأ م › حيـة ا › م ل › يخت حينمـا رن الجرس ، نحيـت الكتاب جانبـا وفتحت الباب . فـإذا بهما يقفان وقد تشعث شعر ذقنيهما ، ومن عينيهما تفيض ع › مات ا › جهاد . قا : › نحن قادمان من الجنوب ، جئنا لنراك بضع دقائق ، وبالمناسـبة فنحـن لم ن › ب الشـاي منذ مـدة طويلة ، اتجهت إ › المطبخ لتحضير الشاي وحينما عدت اعتذرت بأن كمية السكر الموجودة قد › تكفي ، هز أحدهما رأسه بعدم اك › اث . جلسنا نتسامر وقا : › نحن ذاهبان الليلة إ › القتال ، كان أحدهمـا يسـ › خي ف مقعده وهو يدخن سـيجارة ، أما ا › خر فكان منهمكا ف صب الشـاي . أذهلتني البسـاطة التـي يتحدثان بهـا ، والهدوء الذي يكتنـف حركاتهما ، وكنت أجلس ع › حافة الكر › قلقا مثل ع › مة استفهام . بعد أن انتهيا من › ب الشـاي ، واسـ › احا قلي ،› قبض كل منهما ع › رشاشـه ، ودعتهما بحرارة ، واندفعت إ › ال › فة أراقبهما وهما يمضيان ف الشارع . كانا يسيران بثقـة وعزم ، وكانـت المدينة تغـرق ف كآبـة الليل فيما ا › نفجـارات وطلقات الرصاص تـدوي ف أنحاء عديدة منها . عـدت إ › غرفتي وأخـذت أذرعها ف عصبيـة وانفعال ، ورحت أقلد البسـاطة التي قا › فيهـا كلماتهما . ...
إلى الكتاب
|
دار راية للنشر
|
|