|
|
كانـت تنطلق صوب سـوق العطاريـن . وليس ثمة غير أشـخاص ق › ئل يتحركون بعجلة ، وأجسادهم تنكمش تحت وطأة بـرد الصباح ، وأغلب المحـ › ت التجارية لم تفتـح أبوابها بعد .. وجوانب السـوق غاصة بالبائعات ، اللواتي › ين من القرى منذ الفجر . أنزلت سل العنب عن رأسها ، ووضعته أمامها ف فسحة عـ › أرضية السـوق .. قرفصـت وكانت حركة السـوق تشـتد كلما ارتفعت الشمس ، وهي ترنو صوب الغادين والرائحين ، وبـين الفينة وا › خرى تحدق ف سـل العنب ، تنش عنه الذباب .. ثم تتسـ › ب › تيب القطوف وإبرازها بشكل أخاذ . باعت عنبا ببضعة قروش . وكانت جلبة السـوق تصدح من حولها ف صخب لذيذ .. وفجأة ، وقع نظرها ع › رجل أنيق ، معتدل القامـة ، يحدق فيها من زاوية عينه ، تبادر سـل العنب إ › ذهنها ، فأرسـلت يدهـا تداعب القطوف بطـراوة .. رفعت عينيها ثانية ، كان الرجل قد ان › ف .. سوف أش › ي › سـماعيل قضامة وبسـكوت .. وسوف نشـ › ي يـوم الجمعة كيسـا مـن الطحين بـدل الرطل والرطلين .. رأت الرجل يعود ثانية ، ويحدق فيها بشكل غريب .. أحسـت بالحرج ، وانتفضت .. توقف الرجل بعد تردد .. وبلهجة وديعة وابتسـامة غامضة أشـار إ › سل العنب : - بكم الكيلو؟...
إلى الكتاب
|
دار راية للنشر
|
|