|
|
لـم يكن يملك أرضا . ولهـذا لم تكن له حديقة أيضا . إنما ضـم إ › صدره باقة زهـور زاهية ا › لـوان . كل ا › لوان تجمعـت ف باقته . أينما ذهب شـم الناس رائحة زهوره . حتـى كان يوم لم يكن بعده ليل . إذ فاضت مجاري البلد وانتـ › ت ع › عبـير باقتـه . انتحر . احتـارت الناس ف أمره . أحدهم قـال : ›» بد من دفنه مع باقة زهور كالتي كان يحملها . « آخر : » دعوكم ... لقد كان أبله ... من يحمل باقـة زهـور يلف ويدور بهـا بيوت النـاس و › يضعها ف مزهريـة . لقد كان قاتـ ،› مجرما انتـزع الزهور من تربتها . « صاح ثالث : » دعك من هذا ... ادفنوه مع كفن . « خرج إ › الجمع من › مكان شـيخ وقور . شـعره أبيض . لحيتـه طويلة ، وخـط سـوادها أبيضها . وضـع طاقية متواضعة ع › مقدمة رأسه . كان جلبابه فضفاضا ، خيل للناظر أنه يخبئ به عدة شيوخ وقورين وغير وقورين . - لم تكونوا عشـيرته و › عائلته وإنمـا الزهور وألوانها وعبيرهـا هم ملته . لهذا يبدو أن استشـارتها هو المنطق . قال ثم تنحنح ليرى آثار جملته ع › تعابير الجمع . ضحك وابتسم بسخرية بعضه . - كيف نستشير الزهور ، أيها الوقور؟ - دعوها تتكلم ... فقط دعوها ، أنوفكم ف مكانها الم › ئم ....
إلى الكتاب
|
دار راية للنشر
|
|